مؤتمر مجمع اللغة يحذر من استخدام اللغات الأجنبية
محيط - خاص
القاهرة : تحت عنوان "اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني، انعقد مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته السابعة والسبعين، بمشاركة لفيف من أعضاء المجامع اللغوية العربية والأعضاء المراسلين العرب والأجانب، وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال اللغة العربية في مصر وفي عدد من البلاد العربية لأول مرة.
أعرب المؤتمر عن تقديره لثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، وعن إعجاب العالم وانبهاره بها نموذجًا للثورة الوطنية السلمية، التي رفعت شعارات الحرية والعدل، والعزة والكرامة، والقضاء على الفساد والمفسدين، وبناء وطن كريم عزيز.
كما اُعرب المؤتمر عن تقديره واعتزازه بالدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني – في الوطن العربي – القائمة على خدمة اللغة العربية، والحفاظ عليها، والعمل على نشرها، والدعوة إلى استخدامها.
ويرى في توجّه المجمع إلى هذه المؤسسات المعنية باللغة العربية في هذا العام تكاملاً لما تقوم به المجامع اللغوية العربية من ناحية وهذه المؤسسات من ناحية أخرى.
يدعو المؤتمر المسئولين عن التعليم والإعلام والثقافة في الأقطار العربية إلى الاهتمام بدعم مؤسسات المجتمع المدني المهتمة باللغة العربية، علميًّا وماديًّا ومعنويًّا؛ حتى يمكنها العمل المتصل والفعّال في كل ما تقوم به من خدمة تطوعية وعمل وطني وقومي، ومواجهة ما تلقاه من صعاب وتحديات وما يتطلبه نضالها اليومي المستمر من إمكانات وميزانيات.
ويؤكد المؤتمر كلّ ما صدر من قرارات وتوصيات عن المؤتمريْن السابقيْن، اللذين تناولا قضية اللغة العربية في التعليم والإعلام، ويعيد تذكير المسئولين – في مصر والعالم العربي – بها، حتى تأخذ سبيلها إلى التنفيذ طبقًا لما نصّ عليه قانونه المعدّل، الذي عهد إلى وزير التعليم العالي في مصر بمهمة نشر هذه القرارات في الجريدة الرسمية، ومتابعة تنفيذها لدى الوزراء المعنيِّين ورؤساء المؤسسات والهيئات العاملة في مجال اللغة العربية والمستخدمة لها.
كما يؤكد المؤتمر ما كشفت عنه بحوث المشاركين فيه ودراساتهم من ضرورة الاهتمام بإعادة النظر في أوضاع تعليم اللغة العربية في البلاد العربية، والاهتمام بتطوير هذا التعليم في أهدافه ومضمونه ووسائله، حتى يكون مواكبًا لروح العصر، مُسايرًا للجديد في آفاق الفكر التربوي والاهتمام ثالثًا بتعلّم اللغة العربية ودراسة ما يتصل بالنشء المتعلم في المدرسة والطالب في الجامعة، بحيث تكتمل مفاهيم التعليم والتعلم في منظومة تربوية واحدة.
وحذر المؤتمر من ظاهرة اتساع التعليم باللغات الأجنبية في مرحلتيْ التعليم العام والجامعي، ويرى في انتشارها خطرًا كبيرًا على الهوية والانتماء لدى المتعلم الذي سيصبح مواطنًا فاقدًا لما يربطه بوطنه ثقافة وتاريخًا ومعرفة، وخطرًا كبيرًا على اللغة العربية التي ينبغي أن تكون لها السيادة في العملية التعليمية، بدلاً من الوضع القائم الذي يؤدي إلى انكماش هذه اللغة وفقدانها لدورها الأصيل في العملية التعليمية، وافتقادها بالتالي للتطوير والثراء المعرفي الذي يجعلها وافية بمطالب العصر واحتياجاته، وازدهار نهضته العلمية والتقنية.
وأخيرا ثمِّن المؤتمر الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال اللغة، في مواجهة اللهجات والعاميات السائدة في مجتمعاتنا العربية، ونزعات التغريب المتمثلة في إطلاق الأسماء الأجنبية على المحال والمنشآت والمؤسسات، وتجنب التسميات العربية، وأيضًا في القيام بدور مهم في التوعية اللغوية الصحيحة من خلال ما تقوم به من مبادرات وأنشطة وفاعليات في إطار حركتها اليومية الدائبة.